تدرجت حدود لبنان وتغيرت عدة مرات بفعل الضغوط الأجنبية، كالعثمانية منها وبعدها الأوروبية، فمن ولاية طرابلس وصيدا إلى ولاية بيروت، إلى متصرفية جبل لبنان، حيث الحاكم مسيحي غير لبناني وذلك رغبة من الدول الأوروبية من ذلك إلى الوصول إلى دولة لبنان الكبير.
هذه التقسيمات وهذه المتصرفيات أتت بعائلات وأمراء لبنانيين من المعنيين إلى الشهابين، حيث كانت العائلات المسيحية والدرزية والمسلمة لا صولات وجولات فيما بينها من الخلافات والوفاق، الازدهار والتقهقر وكل مرة كان الحكم العثماني والدول الأوروبية هم من ينمون الفرقة والخلاف بين اللبنانيين حتى كان إعلان دولة لبنان الكبير ومن بعدها الاستقلال حيث أرست الدولة والحكومة اللبنانية دستور لبنان الجديد.
في هذا الإطار يأتي كتاب كمال الصليبي "تاريخ لبنان الحديث" يتحدث فيه المؤلف عن تاريخ لبنان الكبير في القرنين الأخيرين. حيث حاول أن يروي واقع التاريخ، دون تبرير أو إدانة، كما حاول أن لا يستخلص من الأحداث عبرة.
ولما كان لبنان، كوحدة تاريخية، مجموعة من الطوائف المتآلفة ضمن إطار سياسي واحد، فقد آثر أن ينطلق من روايته لتاريخ لبنان من هذا الواقع، وأن يصف تطور العلاقات بين مختلف الطوائف اللبنانية عبر القرنين الأخيرين وصفاً كاملاً.