لعب دوستويفسكي في حياتي الروحية دوراً حاسماً، فقد تلقيتُ منه - ولما زلت مراهقاً - ما يشبه التطعيم، وأثار في من الحماسة والنشوة ما لم يثره كاتب أو فيلسوف آخر، وكنت في كل مراح حياتي أشطر الناس قسمين: أولئك الذين تأثروا بروح دوستويفسكي، وأولئك الذين كانوا عن هذه الروح غرباء، وإذا كانت المشكلات الفلسفية قد تمثلت لوعيي في وقت مبكر جداً، فما ذلك إلا بفضل تلك "الأسئلة اللعينة" التي أثارها دوستويفسكي بكل تأكد، ومن من مرة قرأته فيها، إلا تكشف لي منه وجه جديد.