تعتبر رواية الزوج الأبدي رواية النضج لدوستويفسكي، إذ كتبها وهو في سن الخمسين تقريبًا.
إنها قصة مدهشة وممتعة تتحدث عن مواجهة بين فيلتشانينوف،الرجل الجذاب،وبافيل بافليوفيتش،زوج عشيقة فيلتشانينوف السابقة.
يدخل بافيل بافيلوفيتش عالم فيلتشا ويخبره أن زوجته ماتت منذ تسع سنوات. الزوجة ماتت، لكن الزوج لايستطيع أن يتخلص من الافتتان الذي يشعر به حيال حبيب زوجته السابقة، افتتان لايمنعه من أن يلعب معه لعبة القط والفأر، فيخبره عن وجود ابنة ولدت بعد فترة قصيرة من رحيله،وسرعان ماتفهم أن هذه الابنة هي من صلبه.
من هذه المواجهة بين الرجلين تولد حبكة من العلاقات الغريبة والمؤثرة، إذ يستند جزء كبير من الرواية إلى هذا التوتر بين العشيق السابق والزوج الأرمل: هل كان الزوج المخدوع على علم بالعلاقة؟ وما الذي يرسمه بالضبط ؟ وليزا ابنة من منهما؟
في هذه الرواية المبنية على علاقات الحب والكراهية المتناقضة، نجد بعض الثيمات المحببة لدى دوستويفسكي، كالخلاص والنفاق الاجتماعي وتصوير الأخلاق الاجتماعية الروسية في تلك الحقبة،
كما نجد فيها أيضًا هذه الشخصيات الشغوفة التي تضفي على روايات دوستويفسكي جاذبية خاصة.