يعرض هذا الكتاب قصة موظف مبيعات يواجه صعوبات في عمله فينصحه صديقه باللجوء إلى أحد أكبر أباطرة المال والأعمال ليسدي إليه نصائح تتعلق بنجاحه في عمله، فيفاجئ بأن النصائح هي عبارة عن خمس قواعد عرضها رجل الأعمال له على مدار خمسة أيام وكلها تدور حول مفهوم العطاء. كان الشرط هو تطبيق كل قاعدة كل يوم قبل الشروع بالحديث عن الأخرى، وقد تم ذلك على نحو مثمر وملهم لنجاح ذلك الموظف.
كانت القواعد الخمس كلها من المعلوم بالضرورة في ديننا وعاداتنا، مثل العطاء دون انتظار المقابل، وأن كل عطاء ينضوي تحته أخذ، وأن النجاح والسعادة الحقيقيين يتمثلان بما نقدمه للناس لا بما نأخذه منهم وما إلى ذلك من النصائح المعلومة عندنا كمسلمين والغريبة نوعاً ما عن الغرب وطبائعه المادية.
مشت القصة من حيرة وتساؤلات الموظف وحتى وصوله إلى النجاح المنشود، وختم الكتاب بمناقشات القراء وتساؤلات ومغالطات حول المحتوى والتفاصيل، يجيب عنها الكاتبان بشكل مفصل دون إسهاب.
كانت قصة جميلة وملهمة ومثيرة للاهتمام. لكن نقطة الضعف كانت في النهاية المباشرة جداً والتي اعتبرتها ساذجة بعض الشيء. فبعد تطبيق الموظف للقواعد بدأ يتلمس النجاح وتؤاتيه الفرص ويحالفه الحظ فوراً، وأرى هذا قد خرب القصة كلها. فليس شرطاً ولا معقولاً أن يتحقق النجاح دون عمل حقيقي دائب وجاد ودون سعي وكفاح وكد، وهذه القصة ألغت كل ذلك في نهايتها المغلوطة تلك، على الرغم من أن الكاتب قد أوضح في خاتمة الكتاب بعد انتهاء القصة عن ضرورة العمل والسعي نحو النجاح!
على العموم كان الكتاب جيداً بأسلوب حسن وقصة شائقة حسنة السرد والعرض وترجمة لا يشعر معها القارئ إلا أنه يقرأ الكتاب بلغته الأم.
كتاب بسيط وماتع يقرأ بجلستين خفيفتين، وتكفيه ثلاث نجمات.