يحظى موضوع الكوليسترول بقدر كبير من الاهتمام، كما يثار حوله أيضًا قدر كبير من الجدل؛ فمعظمنا يصيبه القلق بشأن مستوى الكوليسترول لديه عندما نقترب من منتصف العمر، أو عندما نعرف أن ارتفاع مستوى الكوليسترول عامل رئيسي للإصابة بأمراض القلب, التي, بالإضافة إلى أمراض الأوعية الدموية, هي المسبب الأول للموت والعجز في أستراليا، وفي عام ٢٠١١ كان مجموع الأفراد الذين لقوا حتفهم جراء أمراض القلب والأوعية الدموية ٤٥٦٠٠ شخص، وكانوا يمثلون ما نسبته ٨٣٪ من إجمالي الوفيات١؛ وهو عدد كبير للغاية. وأنا على يقين بأنك لا تريد أن تكون واحدًا منهم.
ووفقًا لمؤسسة القلب الوطنية بأستراليا، فإن ٥١٪ من الأستراليين يتجاوز معدل الكوليسترول لديهم ٢١٢.٤ ملليجرام، وهو معدل مرتفع للغاية. وفي الواقع، إن هذه النسبة قد تكون أكبر كثيرًا؛ فهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يعرفون مستوى الكوليسترول لديهم؛ لأنهم لم يخضعوا للفحص. وعند ارتفاع مستوى الكوليسترول لديك، قد ينظر طبيبك إليك في عبوس وقلق، وينصحك بتحسين نظامك الغذائي (أي التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون) وممارسة بعض التمارين. أما إذا لم يفلح هذا الأمر في أن يؤتي ثماره في غضون عدة أشهر، فسوف يصف لك الطبيب، على الأرجح، عقارًا خافضًا للكوليسترول.
عادة ما يُنظر إلى الكوليسترول باعتباره عدوًّا، ومادة مضرة علينا أن نجتهد في تقليلها لوقف القاتل الرئيسي للأستراليين، وهو أمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن قد لا تكون هذه هي النصيحة المثلى؛ لأن الكوليسترول يؤدي عددًا من الوظائف الحيوية في داخل أجسامنا، بل إننا لا يمكننا أن نعيش دونه، كما أن هناك آثارًا سلبية للغاية على صحتنا من جراء تقليل مستوى الكوليسترول لدينا بشكل كبير. وسوف نوضح هذه الآثار في طيات هذا الكتاب.
أليس من الغريب أن الجيل الذي ينتمي إليه أجدادنا كان يستهلك كميات من الدهون أكبر كثيرًا؛ لا يمكننا أن نجرؤ على تناوله في أيامنا الحالية؟ لقد كان الزبد والدهون والشحوم جزءًا أساسيًّا من نظامهم الغذائي، فلماذا الآن, وبعد أن بتنا نحتاط في تناولنا الدهون، وننتقي الأطعمة التي تحتوي على نسب منخفضة منها، ترتفع نسبة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟ تشير المؤسسة المعنية بأمراض القلب إلى أن تفشي أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية قد زادت بنسبة ١٨.٢٪ خلال العقد المنصرم.