منذ البداية، يطرح دوستويفسكي أمامنا سمات بطله الشاب ميوشكين، وذلك من خلال لقائه في القطار العائد به إلى سانت بطرسبرغ من سويسرا حيث كان في نقاهة من مرضه العصبي... الحقيقة أن ميوشكين على الرغم من أنه دائمــا عــلى استعداد للتضحية بنفسه من أجل خلاص الآخرين وسعادتهم (أوليست تلـك هـي، على أيــة حـال، رغبــة المسـيح ودون كويشوت مجتمعَيْن؟) فإنّه أبدًا لا يتمكن من تحقيق التضحية المتوخاة وجعلها مفيدة (قوّة الفعل المحرر القادر على الحسم بالنسبة إلى التناقضات...). ومن هنا فإنَّ (بلهـه) الذي كان يفترض به أن يوصله، بفضل تضحياته إلى القادسية، ينتهي به الأمر إلى أن يتبدى ما هو عليه بالفعل: نقيصة.