يشبه الوجود سماء خالية من الطرقات، سماء تحلّق فيها الطيور ولا تترك أي أثر خلفها. وهذا مشابه لوعيك الأكثر نقاءً من السماء والأكثر رحابة ،والأكثر خلواً من الطرقات. أنت لا تستطيع أن تمضي بشكل مباشر في هذا الوعي لأنه لايحتوي على طريق. كما أن ايجاد الحقيقة ليس الهدف ، ولايمكن أن يصبح طموحاً.
إن ايجاد الحقيقة هو ايجادك لنفسك، وأنت لا تستطيع ذلك من دون استرخاء. من يستطيع أن ينتزعك من ذاتك؟ ربما تنقلك الريح هنا وهناك لكنها لا تنتزعك من ذاتك. وحيثما تكون، أنت تكون.
إن عليك أن ترفع مستوى الأشياء إلى مستوى الحب ،إلى القمم المضاءة بنور القداسة. لكن الناس تفعل العكس وتعاني بشكل لا داعي له. إن الحياة لا تعني المعاناة بل تعني الفرح والبهجة، وعلى الإنسان أن يتعلم فن عيشها .
إن كل ما يقودك إلى نفسك هو : تأمل. من المهم بشكل هائل أن تعثر على تأملك الخاص لأنك ستجد بهجة عظيمة من خلال ماعثرت عليه. ولأن هذا من اكتشافك الخاص وليس طقوساً مفروضة عليك، فسوف ترغب أن تتعمق بها أكثر. وكلما تعمقت أكثر ،شعرت بسعادة أكبر ،وشعرت بالسلام والصمت والإمتنان .