كان "بوب" يشاهد بعصبية شاشة التلفاز الكبيرة، وينتظر بفروغ الصبر انتهاء الشوط الأول من مباراة بطولة السوبر بول، وخروج كلا الفريقين من الملعب. قال "بوب" لزوجته: "لقد حانت استراحة بين أشواط المباراة، لذا سأجري مكالمة سريعة خاصة بالعمل".
نهض "بوب" من فوق الأريكة، وسار عبر الردهة إلى غرفة مكتبه الذي كانت أرضيته مصنوعة من خشب البلوط. لقد كان ذهن "بوب" منصرفًا إلى التفكير تمامًا في إدمانه، ولم يكن يفكر إلا في تلك الصور التي كان ذاهبًا لرؤيتها على شاشة الكمبيوتر. لقد كان في عجلة شديدة من أمره؛ حتى إنه أغلق الباب بسرعة، ونسي أن يغلقه بالمفتاح، واندفع إلى مكتبه الكبير، وجلس على مقعده الجلدي الوثير، وانكب على شاشة الكمبيوتر ذات البوصات الثلاثين. وكانت نافذة مكتبه تطل على منظر رائع للجبال، لكن "بوب" لم يره، فلم تكن عيناه تريان سوى شاشة الكمبيوتر، وضغط بسرعة على الموقع الإلكتروني الذي يريده. ونظرًا إلى أنه زار هذا الموقع الإلكتروني مرات عديدة، كان قادرًا على تسجيل الدخول بسرعة، واستهداف فيديوهات معينة. وفي النهاية بدأ العرض.
خلع بوب سرواله وجلس يشاهد ما يحدث، ثم بدأ ممارسة طقوسه المعتادة عند مشاهدة هذا النوع من الصور والفيديوهات. لقد شاهد مئات الفيديوهات من هذا النوع عدة سنوات، وضبطته زوجته ثلاث مرات وهو يفعل ذلك، وفي المرة الأخيرة قالت له إنه إن فعل ذلك مرة أخرى، فسيكون ذلك "نهاية" علاقتهما الزوجية. وحاول أن يتوقف عن فعل ذلك، لكنه لم يستطع؛ لذا فقد جلس أمام شاشة الكمبيوتر مرة أخرى لا يفكر في أي شيء سوى تلك الصور المعروضة على الشاشة.
كان الفيديو الذي أمامه يعرض امرأة تتعرض للاغتصاب، لقد كان هذا المشهد يثير بوب كثيرًا؛ حيث إنه لم يفعله من قبل (وعلى الأرجح لن يفعله أبدًا). لقد سبح في هذا العالم الذي صنعه لنفسه من فرط اللذة، وغرق تمامًا فيما كان يفعل، حتى إنه لم يسمع صوت الباب وهو ينفتح. لقد كان عادة ما يتأكد أكثر من مرة من أنه أغلق الباب جيدًا، وكان يعتقد مثل معظم المدمنين أنه لن يُفتضح أمره أبدًا، لكنه في هذه المرة كان في عجلة شديدة من أمره لرؤية هذه الفيديوهات، ثم يعود إلى متابعة المباراة، فقد كان يظن أن الباب مغلق، ولكنه لم يكن كذلك.
وبينما بدأ بوب الوصول إلى قمة متعته، فتحت ابنته ذات السنوات العشر باب مكتبه، فوقفت في مكانها بلا حراك في صدمة تامة وخوف شديد، حيث رأت ما يفعله والدها، وهو يشاهد تلك الصور على شاشة الكمبيوتر. جرت "ميلاني" مسرعة إلى أمها، وهي تصرخ من هول ما رأت.
فغادر بوب المنزل وانفصل الزوجان.
لقد حذرته زوجته من أن هذه هي فرصته الأخيرة، ولم يظهر محاميها أي تعاطف أو رحمة تجاهه، فلا يمكن فعل ذلك بعد ما شاهدته "ميلاني".
وبعد مرور أربع سنوات، كانت ابنته لا تزال تتلقى العلاج النفسي، ولم يكن بوب يرى ابنته إلا من خلال زيارات تحت إشراف، حيث كان لا بد من أن يكون موظف مكتب خدمات حماية الطفل ذو الوجه العابس حاضرًا. وكانت زوجة بوب السابقة لا تزال غاضبة للغاية، حتى إنها كانت ترفض التواصل معه إلا من خلال محاميها