كانت الصفة المشتركة لدى الحراس هي قدرتهم المطلقة. فهم يعرفون أنهم سيموتون في عمر الشباب، ويتقبلون ذلك ولا يهمهم إلا أن يعيشوا لحظتهم. والأعذار التي يقنعون بها أنفسهم في مهنتهم الفظيعة هي مساعدتهم لأسرهم، وشراء ملابس جيدة، وامتلاك دراجات نارية، والسهر على سعادة أمهاتهم اللواتي يعبدونهن قبل أي شيء آخر، وهم مستعدون للموت من أجلهن. كما إنهم يعيشون متمسكين بالطفل الإلهي نفسه وماريا أوكسيليادورا نفسها مثل مخطوفيهم. فهم يصلّون إليهما يوميًا متوسلين حمايتهما ورحمتهما في ورعٍ ضال، ويقدمون إليهما القرابين والتقدمات ليساعداهم على النجاح في جرائمهم. وبعد عبادتهما للقديسين، يتوجهون إلى الروفيغنول، وهو مهدئ يتيح لهم أن يجترحوا في الحياة الحقيقية البطولات التي يشاهدونها في السينما. فأحد الحراس يقول: بخلط الروفيغنول مع زجاجة بيرة يدخل المرء على الموجّه فورًا. وعندئذ يعيرون أحدنا حديدة جيدة فيسرق سيارة ليتنزه فيها. وأروع ما في الأمر هو رؤية الرعب في وجه صاحب السيارة وهو يقدم لنا المفاتيح. وكل ما سوى ذلك يكرهونه: السياسيين، الحكومة، الدولة، العدالة، الشرطة، المجتمع كله. فالحياة، حسب قولهم، ما هي إلا براز