لقد طورت هذه الإستراتيجيات والنصائح على مدار سنوات عديدة، وبصرف النظر عما كان "من المفترض" أن أعمل عليه خلال العقد الماضي، كنت أقضي ساعة أو اثنتين معظم الأيام في التفكير، والقراءة، والحديث، والكتابة عن الحمقى، والبحث عن الترياق المضاد لهم، ومراقبة سلوك الأشخاص الوقحين، أو المعتدين- من حين لآخر - وهم يمارسون حياتهم الطبيعية. وكانت النتيجة هي أنني أصدرت هذا الكتاب، الذي يقدم أفضل النصائح التي توصلت إليها بشأن كيفية التعامل مع من يضطهدون غيرهم، أو يحطُّون من قدرهم، أو لا يحترمونهم، أو يثبطون عزيمتهم، وبخاصة في مكان العمل. ولعل الدروس الواردة في هذا الكتاب وثيقة الصلة بمشكلة اضطرار المتطوعين في المؤسسات غير الربحية، والمدارس، ومختلف دور العبادة إلى العمل مع الحمقى، وكذلك بالسلوكيات الوقحة التي يمارسونها في الأماكن العامة، مثل مترو الأنفاق، والمطارات، والمراكز التجارية، والملاعب الرياضية.
وقد صيغت الإستراتيجيات والنصائح الواردة في هذا الكتاب بناءً على أبحاث علمية، أجريت على الأشخاص الذين لا يحترمون غيرهم، ويحطون من قدر الآخرين؛ وقد ازداد عددهم زيادة جنونية في السنوات الأخيرة. ويُعد محرك الباحث العلمي جوجل سكولار متخصصًا في المقالات والكتب العلمية، وأصبح المعيار الأمثل الذي يستخدمه الأكاديميون لإيجاد النظريات والأبحاث الدقيقة؛ فبالبحث عن "التعسف الإداري" في الفترة ما بين عامي ٢٠٠٨ و٢٠١٦ على الباحث العلمي جوجل سكولار، تجد نحو أربعة آلاف وتسعمائة عشرمقالات وكتب علمية، ونحو مائتين واثنين وثمانين منها بالبحث عن "العملاء المتعسفين"، ونحو ستة عشر ألفًا منها بالبحث عن "الوقاحة"، ونحو خمسة عشر ألفًا وخمسمائة منها بالبحث عن "الفظاظة"، ونحو مائة وأربعين ألفًا منها بالبحث عن "التنمر"، ونحو أحد عشر ألفًا وثمانمائة منها بالبحث عن "التنمر في مكان العمل"، ونحو ألفين وتسعمائة منها بالبحث عن "المضايقات في مكان العمل"، ونحو ستة آلاف وستمائة وثمانين منها بالبحث عن "المشاجرات في الطريق"، ونحو ثلاثمائة وتسعة وستين منها بالبحث عن "المشاجرات على متن الطائرات"، ونحو اثنتين وتسعين منها بالبحث عن "المشاجرات في أثناء المكالمات الهاتفية"، ونحو ستة عشر ألفًا وخمسمائة منها بالبحث عن "الاعتداء اللفظي"، ونحو ألفين ومائة وتسعين منها بالبحث عن "الاعتداءات الصغيرة"، لكن الغرض من نصيحتي ليس تقديم ملخص متعمق وغير متحيز للبحث العلمي عن كيفية التعامل مع الحمقى؛ فعلى الرغم من أن هذه النتائج مفيدة، فإنها ليست حاسمة، ولا نهائية؛ لأن التغلب على الحمقى سيبقى حرفة أو مهارة أكثر من كونه علمًا.