لبنان اليوم* من أكثر البلدان انقسامًا. لكنّ المفارقة أنّ اللبنانيّين أنفسهم، مسيحيّين ومسلمين ممّن يتفشّى بينهم وباء الانقسام، على وعي تام بهويّتهم المشتركة. وعليه، يقوم الكاتب-المرجع كمال الصليبي، من خلال عمله هذا، بإعادة النظر في الأساطير التاريخيّة التي قامت الفئات المتنازعة في بلده باتّخاذها ركيزة لبناء مختلف الرؤى المتضاربة للدولة اللبنانيّة. فيُظهر أنّ لبنان غير قادر على تحمُّل أعباء هذا الانقسام، وأنّ إنماء حسّ بالوحدة السياسيّة من جهة، والمحافظة عليه من جهة أخرى، يتطلّبان التمييز بين الواقع والتصوّر، ومن ثمّ الاستناد إلى ما هو حقيقي في التجربة المشتركة للفريقين معًا. في هذا السياق، يعود كمال الصليبي ليلقي نظرة متفحّصة على التاريخ اللبناني، مسلّطًا الضوء على وقائع بارزة في ديناميّة الصراع اللبناني.
* بتاريخ نشر الكتاب في العام 1988