لطالما اعتُبرت "غراميات مرحة" نقطة إنطلاق مشروع ميلان كونديرا الروائي، إنها جمع بارع بين حكايات خرقاء وشخصيات شاذة ومشاهد هزلية، تعالج مواضيع أثيرة لدى الكاتب: الحب والإخلاص المستحيل، الهوية وأسرارها، سوء التفاهم ومشاكل التواصل، القمع السياسي...
ففضلاً عن أسلوبه السلس والمرح، يدفعنا كونديرا كعادته إلى التفكير في غموض العلاقات الإنسانيّة وتعقيداتها، ولا سيما العلاقات بين الأزواج، وقصصه حافلة بعبارات ومقولات جعلت هذه الرواية ضرباً من الكتابة تدفع القارئ إلى مُساءلة نفسه وعلاقاته بالآخرين.
"إن أكبر مصيبة يمكن أن تحلّ بالرجل هي الزواج السعيد، بحيث لا يعود له أمل في الطلاق".
"نجتاز الحاضر بعيون معصوبة، وأقصى ما نستطيعه هو أن نستشعر ونخمّن ما نعيشه، ونحن لا ندرك ما عشناه ونفهم معناه إلا لاحقاً، لما تزول العصابة عن أعيننا، ونعيد تفحّص الماضي"