تلك الكلمات تعطى ملخص لاحداث تلك الرواية التي تتفرع لخطين متوازيين كل منهم يمثل نسق حياة بطلي الرواية .. الفتى تنغو الروائي الذي يجد نفسه فى تدريس الرياضيات ويعيش حياة ذات رتم منتظم والذي يلتقي بعمل أدبي عن طريق صديقه فيغير من نسق حياته ... الفتاة أومامه التي تعمل كمدربة للفنون القتالية والتي فقدت أقرب صديقاتها فتتغير حياتها منذ تلك الحادثة فتكرر الانتقام لها ويساعدها على ذلك ارملة ثرية التقت بها في مكان عملها ، ولعل هناك تشابه كبير بين شخصيتى الرواية تنغو واومامه حيث الضغط والتسلط الذي مارسته الاسرة على كل منهم والذي ساهم واثر بشكل كبير على شخصياتهم في المستقبل كما ان الرواية ستوضح بشكل مختصر أن هناك رابط يجمع بين الاثنين منذ ايام الدراسة ..
الرواية تتناول ايضا بعض القضايا أولها العنف والأعتداء الجسدي الذي يمارسه بعض الأزواج تجاه زوجاتهم وكيف يؤثر ذلك عليهم كما يؤثر على مستقبل تلك الاسر ، كذلك تتناول قضية التطرف الديني من خلال بعض الجماعات الدينية التي تمارس بعض الطقوس الشاذة فتكون ضحيتها افراد تلك الجماعات خصوصا صغار السن والتي تساهم بشكل كبير في تدمير ادراك وشخصية هؤلاء الضحايا واعتقد ان طرح تلك القضايا قد اكسب العمل بعد اعمق .
الرواية لا ينقصها الغموض وذلك سواء بعض الشخصيات التي تم ذكرها وكذلك بعض الأحداث ولكن لعل تلك الأمور ستتضح في باقى الاجزاء القادمة ولكن ومع الأسف كعادة اعمال موراكامي فإن الرواية لاينقصها أيضا الابتذال في وصف بعض المشاهد والاحداث والذي يصل إلي درجة الأباحية وبالتالي فان العمل على الرغم من جودته فإنه غير ملأئم لبعض الفئات او الأعمار السنية ..
أختيار الكاتب لاسم ( 1Q84 ) جاء موفق للغاية فاولا الأسم شبيه لرائعة جورج أورويل ( 1984 ) وبالتالي ذلك كفيل بلفت الانظار لذلك العمل مع الأخذ في الاعتبار ان هناك تشابه الى حد ما بين العملين من خلال وجود شخص يسمي بالشخص الأكبر يتحكم في حياه و مصير بعض الأشخاص سواء مستغلا سلطاته ونفوذه في رواية اورويل أو مستغل مكانته الدينية والذي يلقب هنا بالمعلم في رواية موراكامي ولكن استبدال الرقم 9 بالحرف Q والذي يشير إلي علامة الأستفهام ليدل على أن الرواية تسير في عالمين أحدهم حقيقي والأخر أفتراضي ..
بشكل عام الرواية في الجزء الاول منها لم تتضح معالمها بشكل كبير ولكن اعتقد ان الجزء الاول يعطي انطباع مبشر على ان العمل جيد